" تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحيا وخلقيا وفكريا واجتماعيا وجسديا إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء طبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله وفي ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة بما يكفل التوازن بين تحقيق الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي خاصة والمجتمع العربي والعالمي عامة "
نمو المتعلمين :
يعرف النمو بأنه مجموع التغيرات التي تحدث في جوانب شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والتي تظهر من خلالها إمكانيات الإنسان واستعداداته الكامنة على شكل قدرات أو مهارات أو خصائص . ودور التربية تقديم المساعدة لكل فرد لينمو وفق قدراته واستعداداته نموا موجها نحو ما يرجوه المجتمع وما يهدف إليه ، ويهتم المربون بشكل عام ومخططو المنهج بشكل خاص بما توصلت إله البحوث حول سيكولوجية نمو الفرد من أجل مراعاة خصائص النمو في المراحل التعليمية المختلفة .
ويتأثر نمو الأفراد بعدد من العوامل التي قد تزيد من سرعته أو تقلل منه أو تعوقه ومن أهم هذه العوامل النضج والتعلم إضافة إلى عوامل أخرى كالوراثة ولإفرازات الغدد ولا سيما الغدد الصماء ونوع التغذية ومقدارها والظروف الصحية والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الإنسان ، ونوع انفعالاته وقوتها ، وقد أظهرت الأبحاث النفسية أن النضج والتعلم يمثلان عاملين متكاملين يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به ، فمن واجب المنهج أن يأخذ بعين الاعتبار نضج المتعلم ونموه ، وأن يكون متطورا ناميا باستمرار حتى يواكب استمرار نمو الإنسان ونضجه في المراحل العمرية المتعاقبة .
مبادئ وأسس النمو :
أظهرت الدراسات النفسية ان هناك مبادئ وأسسا عامة للنمو ينبغي أن تراعى في وضع المنهج وهي تتمثل فيما يلي :
1- النمو يتأثر بالبيئة : عملية النمو لا تتم من تلقاء نفسها ، وإنما تتوقف على ظروف البيئة التي يعيش فيها الإنسان سواء أكانت بيئة طبيعية أو اجتماعية فالبيئة الصالحة تساعد على النمو السليم في حين أن البيئة الفاسدة تعيقه .
2- النمو يشمل جميع نواحي شخصية الإنسان : يجب أن يهتم المنهج بجميع جوانب النمو في شخصية المتعلم باعتبارها أجزاء متكاملة بدلا من العناية بجانب واحد على حساب الجوانب الأخرى .
3- النمو عملية مستمرة : ينمو الإنسان نمو تدريجيا متصلا فالتغيرات التي تحدث للفرد في حاضرة لها جذورها في ماضيه وهي تؤثر بدورها فيما يحدث له من تغيرات في مستقبله ومن واجب المنهج في ضوء ذلك أن يقدم خبرات مترابطة ومتدرجة تستند على خبرات المتعلمين السابقة وتؤدي إلى اكتساب خبرات أخرى في المستقبل فعلى سبيل المثال لا يجوز أن ينتقل المنهج بالطفل من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة المتوسطة انتقالا مفاجئا غير متدرج .
4- النمو عملية فردية : مبدأ الفروق الفردية موجود بين المتعلمين في مظاهر النمو المختلفة ولهذا فإن من واجب المنهج أن يراعي هذه الفروق بين المتعلمين كما يلي:
• أن ينوع المنهج من أنشطته حتى يجد كل متعلم النشاط الملائم له .
• أن يوفر خبرات مرنة تتيح لكل متعلم أن ينمو وفقا لظروفه الخاصة .
• أن ينوع من طرق التدريس وأساليبه بحيث تناسب استعدادات المتعلمين وقدراتهم.
• أن تتيح أمام التلاميذ فرصا أكبر للنجاح لأنه لا شئ أدعى للنجاح من النجاح نفسه .
• أن يوفر توجيها دراسيا ومهنيا ونفسيا لكل متعلم في ضوء استعداداته وميوله وظروفه الخاصة .
إن الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ليس معناه عدم وجود خصائص مشتركة بينهم في كل مرحلة من مراحل نموهم فالواقع أن هناك قدرا كبيرا من النواحي المشتركة بين الأطفال في كل مرحلة ، وهو الذي يمكننا من وضع الخطط والمستويات العامة والتدريس إليهم كجماعات .
5- يتأثر النمو بالمواقف الاجتماعية التي يعيشها الفرد : تتكون البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد من عوامل لا حصر لها ومن بينها المطالب التي يفرضها على الفرد والداه وإخوته وزملاؤه ومدرسوه والجماعات يضعون معايير للتعلم والتكيف والنمو ينبغي إن يصل إليها المتعلم حتى يستمتع بوجوده في الجماعة الاجتماعية التي يعد جزءا منها وهي ما تسمى بمطالب النمو .
أهمية دراسة مطالب النمو :
1- أنها توضح أنواع المشكلات التي يحاول المتعلم حلها بمساعدة المدرسة أو بدونها .
2- أنها تبين المجالات التي يجب أن يحقق فيها المتعلم كفاءة ليعيش بنجاح في المجتمع الحديث .
3- أنها دليل هام لتتابع الأنشطة المدرسية وتقديم الخبرات التي تلائم مراحل النمو المختلفة .
خصائص النمو في الصفوف الثلاثة الأولى بالمرحلة الابتدائية
الطفولة الوسطى ( 6 – 9 سنوات )
مميزات هذه المرحلة :
1- اتساع الآفاق العقلية المعرفية وتعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب وألوان النشاط العادية .
2- اطراد وضوح فردية الطفل واكتساب اتجاه سليم لنمو الذات .
3- اتساع البيئة الاجتماعية والخروج الفعلي إلى المدرسة والمجتمع والانضمام لجماعات جديدة واطراد عملية التنشئة الاجتماعية .
4- توحد الطفل مع دوره الجنسي .
5- زيادة الاستقلال عن الوالدين .
التطبيقات التربوية لدراسة خصائص النمو في تلك المرحلة :
1- تكوين عادات العناية بالجسم والنظافة .
2- ملاحظة زيادة حجم الجسم أو نقصه وسرعة نموه أو بطئه بالنسبة للعمر الزمني .
3- تنمية إمكانات النمو الحركي عن طريق التدريب المستمر .
4- ألا يتضايق المدرس من كثرة حركة الأطفال في الفصل فنشاطهم الحركي زائد بحكم مرحلة النمو .
5- الاعتماد في التدريس على حواس الطفل وتشجيع الملاحظة والنشاط واستعمال الوسائل السمعية والبصرية في المدرسة .
6- تشجيع الأطفال على الكلام والتحدث والتعبير الحر الطليق .
7- إتاحة فرصة التنفيس والتعبير الإنفعالي .
8- خطورة إتباع النظام الصارم الجامد المتزمت في التعليم .
9- خطورة مقارنة الطفل بأخوته أو رفاقه على مسمع منه حتى لا يتولد الشعور بالنقص عند الطفل .
10- تنمية التفاعل الاجتماعي التعاوني بين الطفل ورفاقه .
خصائص متعلم المرحلة الابتدائية :
دلت الدراسات النفسية والتربوية على أن أهم خصائص متعلم هذه المرحلة - وهي مرحلة الطفولة المتأخرة – تتمثل في التالي :
1- أنه محب لذاته يدور حول نفسه فقط .
2- يغلب عليه حب التملك والأثرة .
3- إحساسه بالمسئولية ضئيل ومحدود .
4- فكرته عن السلطة مزيج من التقدير لها والخوف منها .
5- يميل إلى محاكاة الآخرين .
6- له قدراته واستعداداته المحدودة .
حاجاته :
للمتعلم في هذه المرحلة حاجات أساسية ينبغي العمل على إشباعها لكي ينمو نموا سليما،ومن أهم هذه الحاجات التي تعنى التربية الإسلامية بالعمل على إشباعها ما يلي :
1- الحاجة إلى الحب والحنان .
2- الحاجة إلى الأمن .
3- الحاجة إلى التقدير .
4- الحاجة إلى الثقة بالنفس .
5- الحاجة إلى النجاح .
6- الحاجة إلى المعرفة .
7- الحاجة إلى الانتماء .
أهداف التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية :
الأهداف المشتقة من طبيعة المتعلم في هذه المرحلة :
1- العمل على الانتقال به من الإطار الذاتي إلى الدائرة الاجتماعية ويتمثل ذلك في مثل ما يأتي :
أ- تنمية فكرة الأخذ والعطاء عند المتعلم .
ب- تنمية الإحساس بالانتماء إلى الجماعة .
2- تهذيب نزعته إلى حب التملك والأثرة بمثل ما يأتي :
أ- تربية المتعلم على احترام الملكية العامة والملكية الخاصة للآخرين .
ب- تنشئته على حب الإيثار والاهتمام بمساعدة الآخرين .
3- تربيته على تحمل المسئولية وأداء الواجب .
أ- مساعدته على الاستقلال والاعتماد على النفس ، وتهيئة الفرص المناسبة لذلك .
ب- تنشئته على الإحساس بأهمية الواجب .
4- اكتساب المتعلم الفهم الصحيح للسلطة في الإسلام :
أ- أن يدرك المتعلم أن أي سلطة في الإسلام رحيمة لا تستهدف إلا مصلحته .
ب- أن يدرك المتعلم أنه بقدر ما له من حقوق فإن عليه مسئوليات تقابلها ، ومن خلال ذلك تقوم تربيته على :
(1) حب الله وطاعته جزاء نعمه وفضله .
(2) حب الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء هدايته لنا .
(3) طاعة الوالدين جزاء فضلهما عليه .
5- اكتساب المتعلم القيم التي تحكم سلوكه في محيط أسرته وبيئته :
أ- مساعدته على التشبع بالقيم والمثل الخيرة التي تتمثل في نماذج معينة من الناس.
6- تهيئة عقل المتعلم للتفكير السليم .
أ- تدريبه على دقة الملاحظة فيما يحيط به .
ب- أن يكتسب القدرة على الحكم الصحيح على الأشياء .
7- إشباع حاجاته النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية .
8- إشعار التلميذ بالدفء العاطفي من خلال ما يكتسبه من التربية الإسلامية .
9- اكتساب اتجاهات نافعة وعادات صحية سليمة .
10- إذكاء ودعم روح الإيمان بالله تعالى خالق الكون ومبدعه وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء به .
11- تحقيق الفهم الإسلامي الصحيح لطبيعة العلاقات الإنسانية في محيط أسرته وبيئته.
12- تهيئة المتعلم لاكتساب اتجاه إيجابي نحو ممارسة الشعائر الدينية عن رغبة ومحبة.
خصائص النمو في نهاية المرحلة الابتدائية والصف السادس من المرحلة المتوسطة (9-12 عاما)
مميزات هذه المرحلة :
1- بطء معدل النمو .
2- تعلم المهارات اللازمة لشئون الحياة وتعلم المعايير الخلقية والقيم وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسئولية وضبط الانفعالات .
3- تعتبر هذه المرحلة من وجهة نظر النمو أنسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي .
المتطلبات التربوية لهذه المرحلة :
1- الاهتمام بالصحة الجسمية للطفل وعلاج الاضطرابات النفسية الجسمية .
2- تشجيع الأطفال على الحركة التي تتطلب المهارة والشجاعة .
3- توفير إمكانيات التعلم .
4- العمل على تنمية المواهب والميول والمفاهيم .
5- التدريب على سلوك النقد والنقد الذاتي عن طريق تقديم نماذج سلوكية .
6- أهمية القصص وفهمها .
7- مساعدة الطفل في السيطرة على انفعالاته وضبطها والتحكم في نفسه .
8- فهم وتقبل مشاعر الطفل نحو نفسه ونحو العالم المحيط به .
9- أهمية إشباع الحاجات النفسية وخاصة الحاجة للحب والأمن والتقدير .
10- تشجيع الاستقلال عند الطفل والتخفيف من سلطة الضبط والربط .
الحاجات النفسية لهذه المرحلة :
1- الحاجة إلى الحب والمحبة وإرضاء الكبار والأصدقاء .
2- الحاجة إلى التقدير الاجتماعي والحرية والاستقلال .
3- الحاجة إلى احترام الذات .
4- الحاجة إلى الأمن واللعب .